أرشيف

قبض على أخطر جاسوس عرفته اليمن..العميد باغريب: قبضت على باروخ مرزاخي وكرموني برتبة ثم نسوني

 في شرفة النسيان يقضي بقية دهره منتشياً بما صنعته سالف أيامه مزهواً بتلابيب نزاهته مدندن بخواص ذكرياته.. في غربته التي لجأ إليها هناك في همدان القريبة من صنعاء التي قال أنه لم يعد له علاقة بها سوى قطعة أرض سطا عليها حمران العيون.. صنعاء التي قضى أربعين سنة يذود عن ديارها ونسى فيها نفسه حتى وجدها لا تقوى على السير إلا على عكاز.. العميد محمد محسن باغريب مناضل من عيار بحجم جبل نقم وبمساحة وطن وبجيبه بطائق ورتب تكفي لأن يكون مالكاً لكذا عمارة في حدة وجولد مور لو كان من عمداء وعقداء هذه الأيام..

 لكن هذا العميد الذي كان رئيساً لقسم الحماية في الأمن السياسي ثم مدير له ومدير لمكتب الأمن السياسي وغيرها من الرتب في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات هذا العميد لم يجد سقفاً يأويه في صنعاء بعد احالته الى التقاعد عام 2002م براتب صنع له الحزن من قلته..

 قدم العميد سيرته المليئة بالمفاخر وفي مقدمتها قصته مع الجاسوس الاسرائيلي الذي قال وكما افادت الوثائق التي بحوزته أنه هو من قام بالقبض عليه بعد مراقبته في الحديدة لمدة ستة أيام بعد أن اثار شكوكه في ما يحمله من اجهزة مدعياً أنها كاميراً ومن ثم راقبه في الفندق والبحر حتى ضبطه متلبساً بما يحمله من صور وتسجيلات واحتجزه بفندق البحر الأحمر بالحديدة مدة ستة أيام حتى جاءت طائرة خاصة ونقلته من الحديدة إلى صنعاء..

وكشف العميد باغريب حقيقة أسم الجاسوس الذي هو باروخ زكي مرزاخي وكان يتجول في اليمن وبلدان عربية اخرى بجواز سفر مغربي باسم احمد محمد السباغ هذا الجاسوس الذي لم يكن مجرد جاسوس عادي بل كان عقيداً في المخابرات الاسرائيلية ومسؤولاً عن ثلاث فرق في الموساد الاسرائيلي وبعد القبض عليه ونقله إلى صنعاء ومحاكمته طلبته جمهورية مصر من اليمن فسلمته اليمن لمصر ومن ثم تم مبادلته بـ 150 جندياً مصرياً كانوا معتقلين لدى اسرائيل..

هذه الحقيقة التي ذكرها لنا باغريب وأكدها لنا بوثائقه والتوجيه بترقيته برتبة مكافأة لفعله الخالد هذا الذي أرخه بتاريخ 8/8/1972م وهو يوم لن ينساه باغريب فهو ملحمته وزمنه المجيد كما يراه وبوثائقه الخاصة قال باغريب هاأنا ذا قد انقطعت عن عصركم وبراتب لا يسد الرمق واختزل نضالي وذابت كل تضحياتي بكرت تقاعدي..

زر الذهاب إلى الأعلى